إيجابيات العولمة من الناحية الاجتماعية والسياسية و11 من سلبياتها
منذ ثلاثينيات القرن العشرين ظهر مصطلح العولمة لكن ليس بمفهومه الواسع والشامل كما هو الآن بل اقتصر على سياق التعليم فقط، وعلى امتداد العقود المتتالية شاع استخدامه إعلاميًا خاصة مع ظهور تأثر الدول عالميًا ببعضها البعض في مختلف مجالات الحياة واندماج الثقافات بواسطة الناس وربط الأنشطة البشرية وتوسعتها على امتداد الأقاليم والقارات، لكن هل هذا النظام يحفّه الإيجابيات فقط، أم تخلل له تأثيرًا سلبيًا سواء على المستوى الفردي أو الوطني الإقليمي أو العالمي.
إيجابيات العولمة وسلبياتها
يتم إطلاق لفظ العولمة على تلك الظاهرة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعني بتحول العالم إلى قرية صغيرة، نتيجة التبادل بين بلدان العالم، سواء التبادل التجاري، الثقافي وانتقال المعلومات بحرية، انتقال البشر بين المجتمعات المختلفة، فضلًا عن انتقال الأفكار والمنتجات والتكنولوجيا، وتتمثل إيجابيات العولمة في العديد من الجوانب، كما يلي:
أولًا: الإيجابيات من الناحية الاقتصادية
- اكتساب القوى العاملة حرية التنقل بين الدول المختلفة، وبالتالي المساهمة في تبادل الأفكار والمهارات وتطويرها.
- إتاحة الأسواق الكبرى فرصة للشركات للوصول إلى أكبر شريحة من العملاء وبالتالي توسعة الأعمال لدى الطرفين وزيادة الإيرادات.
- الإعانة على سدّ العجز الاقتصادي لدى بعض الدول، حيث يُسمح لها باقتراض أموال من الأسواق الرأسمالية.
- تحسين مستوى دخل الفرد، لا سيّما في الدول التي لديها فرصة في التوسع اقتصاديًا وعلى خطى سريعة.
- رفع مستوى الوعي لدى المستهلكين حول التحديات الناجمة عن قضايا عالمية محددة، مثل عدم المساواة في الأجور وتغير المناخ.
- توفير بضائع أكثر وبأسعار أقل، حيث للعولمة دور في تركيز الدول على مجال صناعتها، مما يرفع من جودة منتجاتها وباستخدام أقل للموارد، وبالتالي المساهمة في النمو الاقتصادي وخفض في قيمة السلع وجعلها في متناول الأيدي خاصة لأصحاب الدخل المحدود.
- استفادة المستهلكين والمنتجين بشكل أكبر نتيجة تقسيم العمل وتوسع الأسواق.
- رفع في مستوى أداء الحكومات وحماية العمال جراء مساهمة الضغوط التنافسية للعولمة.
الإيجابيات من الناحية الاجتماعية والثقافية
- عززت من إعلاء قيم العدالة الاجتماعية على نطاق دولي، ولفت نظر العالم إلى قضية حقوق الإنسان.
- من الناحية الثقافية كان لها دورًا كبيرًا في تنمية شبكات وقنوات التواصل الثقافي والمعرفي.
- أدت إلى تطوير أنماط الحياة والسلوكيات الاستهلاكية للأفراد.
- الأثر الإيجابي في التغطية العالمية، بسبب توجه اهتمام الشعوب نحو مأساة الأفراد في ظل ظروف التضخم والزيادة السكانية.
- ساهمت في تحرير وسائط الإعلام عالميًا، فصارت بذلك موضوعية وأكثر بعدًا عن الانحياز والتعصب.
- تعزيز روح الانتماء للمجتمع المحيط ومساندة بعض الشعوب لبعضهم البعض.
- زياد وعي الأفراد حول أصول وطبيعة السلع المستهلكة وظروف إنتاجها.
- شجعت على نمو وتطوير مستوى الفنون المختلفة وتبادلها على الصعيد العالمي.
- جعلت لغة حوار وتفاهم بين الثقافات واعتبارها حاجة أساسية لتحقيق التضامن الدولي.
- تبادل التطورات التكنولوجية ونشرها كما نشر الابتكار والتشجيع على التواصل الفعّا والمستمر بين بلدان العالم، مما أدى أيضًا إلى تبادل المعارف بشكل أسرع.
الإيجابيات من الناحية السياسية
- لعبت العولمة دورًا هامًا في إضافة طابع ديمقراطي على وسائل الإعلام على الرغم من الفجوات التكنولوجية الهائلة، وهذا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في التشجيع على الانفتاح السياسي.
- عززت من انتشار الديمقراطية والتوعية بحقوق الإنسان على مستوى عالمي.
- أدى الانفتاح السياسي إلى القضاء على الفساد وتحسين التمثيل السياسي بشكل عام والقضاء على سوء استخدام السلطة.
اطلع على: مؤشر نضوج ريادة الأعمال العربية
الآثار السلبية للعولمة
- زيادة وتركيز الثروة في فئة محددة من الشركات الكبرى، والتي بدورها تقضي على منافسيها من الشركات الصغرى بشكل عالمي.
- صعوبة توسع الشركات عالميًا، لاحتياجها إلى رأس مال كبير وقدر كبير من المرونة وقدرة على مواكبة قوانين العمل الخاصة بكل دولة.
- فقدان الهوية الثقافية لمرونة وسهولة التنقل بين الدول، والاندماج بين الثقافات والمجتمعات الأخرى، كما محاولات تقليد الثقافات السائدة والأكثر نجاحًا وتطورًا، وبالتالي تهديد الملامح الأصولية والخاصة للثقافة الأصلية وسيطرة صبغة الثقافة العالمية وتدشين التنوع الثقافي.
- ظهور عبء على موظفي الموارد البشرية في استنباط أفضل المرشحين لشغل الوظائف في الدول مع التعامل مع الفروق الثقافية والزمنية واللغوية.
- صعوبة في إدارة رواتب الموظفين والقوانين المتعلقة بتشغيل العمالة ومتابعة الالتزام بالتعليمات وتنظيم الضرائب، وهذا نتيجة تعدد الأسواق.
- صعوبة متابعة شؤون هجرة الموظفين وتأشيرات الدخول للموظفين الأجانب.
- استغلال العمالة الوافدة نتيجة المنافسة الشديدة بين الشركات لتقديم سلع منخفضة التكاليف وجذب عدد أكبر من العملاء وهذا على حساب إيجاد عمالة وافدة بتكاليف أقل واستغلال طاقتهم.
- زيادة سعر صرف العملات الأجنبية، لارتفاع نسبة تداولها على حساب العملات الأخرى وتدشين العملات المحلية.
- تراجع كثير من الصناعات المحلية لاستبدالها بالصناعات والبضاعة الدولية المستوردة من الخارج، والتي أغلبها ذات سعر مرتفع نتيجة الجمارك وما إلى ذلك.
- زيادة الخطر في فقدان الوظائف المحلية، بسبب تفضيل كثير من الشركات العمالة الوافدة لقلة تكاليفها، أو نقل مجال العمل نفسه خارج حدود الدولة.
- تأثير سلبي على البيئة نتيجة الاعتماد على مصادر طاقة غير متجددة وبالتالي ارتفاع مستوى التلوث وظاهرة الاحتباس الحراري، وبحث الشركات عن البلدان ذات القوانين البيئية الأقل صرامة لإتاحة الفرصة لها للتوسع في إنتاجها من دون الانشغال بأمور الرقابة المشددة.
اطلع على: مهارات رائد الأعمال الناجح
أنواع العولمة
في خضم ذكر إيجابيات وسلبيات العولمة نستنبط أن للعولمة 4 أنواع مندرجين منها بشكل عام، ويتمثلون في:
- العولمة السياسية: وهي سيطرة الدول القوية والمهيمنة اقتصاديًا على الدول الأقل قوة، كما التحكم في القرارات السياسية فيها.
- العولمة الاقتصادية والمالية: يعني تحويل العالم إلى سوق عالمية موحدة، عبر اتباع ممارسات التجارة الحرة.
- العولمة الإعلامية: ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطور التكنولوجي، واستغلال الوسائط الإعلامية لمشاركتها على نطاق عالمي، وهو وسيلة العولمة الأكثر تأثيرًا.
- العولمة الثقافية: هي تبادل الأفكار وعادات وتقاليد مختلف المجتمعات حول العالم.
اطلع على: ريادة الأعمال والاستثمار في فرنسا وأهم 7 مشاريع هناك
سلبيات العولمة على الشباب
إن للعولمة جانب خاص ذو مساوئ متعددة الجوانب على الشباب من الناحية الاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية كما يلي:
- تراجع دور الآباء في العناية بالأطفال، وهو ما ترك فرصة لهم للعثور على قدوة أخرى، ولا شك أن الإنترنت هو الاتجاه الأول الذي استخدموه لملء الفراغ سواء المعرفي أو العاطفي وبالتالي تعميق ثقافة التغريب لديهم منذ الصغر.
- استهداف الغزو الفكري للشباب، بشكل معاكس لمفاهيم وحدة الأمة والمجتمع والتنحي عن القضايا الدينية.
- نشر الثقافة الأجنبية سواء من لغة أو أغاني وغيرها من مختلف الثقافات المعنوية المادية التي صار لها شأن مباشر في السيطرة على عقول الشباب.
- انتشار الرذيلة والثقافة الجنسية الخادشة للحياء العام والبعيدة كل البعد عن تعاليم وعقيدة الدين الإسلامي، وظهور الكثير من المشكلات بسبب عدم سيطرة عدد كبير من الشباب على انفعالاتهم ووقوعهم في تصرفات خاطئة.
- كثافة نسبة البطالة بين الشباب نظرًا لانتشار الماركات العالمية والأجنبية في البلاد العربية وفي المقابل تم انهيار كثير من الشركات المحلية ومنتجاتها وتسريح الموظفين منها.
- نشر الإلحاد بين الشباب لقصد عدم تمكين وتوحيد دين يجمع تلك الشعوب، ولا الاعتبار بدين سماوي يوحدهم.
- زيادة مظاهر الخوف وسلوكيات العزلة بين الشباب وعدم الارتكاز على قيم سليمة أو مبادئ موحدة، والتعلق بأشياء بدلًا من الأشخاص.
- إبعاد الشباب عن عمد بشكل غير مباشر عن الاكتراث بالثقافة والقيم المعنوية والأخلاقية، كالتضحية والكرامة والارتباط بالأرض.