فن العمل الجماعي؛ وأهم 8 متطلبات للعمل الجماعي
جميعنا ندرك أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يحبذ أن يكون بمفردة في أداء مسؤولياته بتنوعها، سواء عملية، علمية أو اجتماعية، يميل إلى المشاركة والتعاون، وإذا ما اجتمع فريق العمل على التعاون معًا ازدهرت الشركة أو المؤسسة التابعين لها، حيث تتحدد قوى الفريق وتجتمع المهارات لتكوين حلقة قوية قادرة على الوصول إلى ما بعد أهداف ورؤية العمل.
فن العمل الجماعي
إن فكرة العمل تنشأ من خلال الحاجة إلى تحسين الموقف والأداء والسعي ناحية التطور والتفوق والتميز، فيحدث هذا بسلاسة من خلال ترسيخ فكرة ولاء مجموعة العمل أولًا .
حيث يحاول مجموعة من الزملاء التعاون باستخدام مهاراتهم الفردية والجماعية، وتقديم الملاحظات البنّاءة حتى تتجاوز أي عقبات أو نزاعات قد تنشأ.
وتتبلور فكرة فن العمل الجماعي حينما يترسخ الشعور بالولاء واحترام الذات والأمن مما يلبي الاحتياجات الفردية لأعضاء الفريق، والحفاظ على العلاقة الإيجابية داخل وخارج الفريق، ما يترتب عليه أسلوب حياة بسيط ومتكافئ ومتعاون سواء في العمل الوظيفي أو على مستوى الأسرة وغير ذلك.
متطلبات العمل الجماعي
- تبادل الآراء والأفكار وتقديم حلول ملائمة ومناسبة للوضع.
- تقديم المعلومات والحقائق ذات الصلة.
- محاولة فهم الآخر ودع أفكاره والاهتمام بها والسعي إلى تطويرها.
- التعاون التنسيق في كافة أنشطة الأعضاء.
- اتحاد مصالح وأهداف الفريق.
- وضع قوانين وقواعد لتنظيم الفريق، وهي من مسؤوليات القائد قبل الأعضاء، من حيث تنظيم لقاءات واجتماعات الفريق.
- ضرورة تواجد عنصر المصارحة والوضوح بين أعضاء الفريق في حالة حدوث خلافات أو حين انزعاج أحدهم من الآخر وعدم كتم هذه المشاعر.
- إظهار مشاعر الحماس حينما تخطر فكرة رائعة وتبدأ في تنفيذها مع أعضاء الفريق، وهذا لُب فن العمل الجماعي، حيث ينتقل هذا الحماس بين أعضاء الفريق ويوقد الشغف والتحفيز على العمل وتحقيق أعلى جودة ممكنة.
مزايا العمل الجماعي
- زيادة الشعور بالانتماء ناحية الدور الذي يلزم به أعضاء الفريق في سبيل تحقيق الأهداف المرجوّة.
- له دور في تطوير الأهداف المقترحة ومشاركة حالات التعايش اليومي.
- يعمل تعزيز اتحاد مصالح الفريق على تحقيق السلوكيات المطلوبة التي تحافظ على كيانه كنظام اجتماعي يحاول تلاشي العقبات والصراعات العاطفية ومواجهتها بشكل سوي، ويخلق علاقات شخصية وطيدة ومساهمات طويلة الأجل في العمل.
- يتم حل المشكلات بسرعة وبمرونة نظرًا لجمع أكثر من وجهة نظر مختلفة قد يستنبط منها الحل الأمثل لمواجهة تلك المشكلة وحلها.
- إنجاز قدر كبير من الأعمال من الإنجاز الفردي لكل عضو على حدة.
اطلع على: مؤشر نضوج ريادة الأعمال العربية
مهارات العمل في فريق جماعي
إن اكتساب بعض المهارات تكون بمثابة مفاتيح أساسية للنجاح في اغلب مجالات الحياة لا سيّما الحياة العملية، وإن العمل في فريق جماعي يتطلب مجهودًا كي يتحقق مع اجتماع بعض المهارات وهي:
- مهارات التواصل الفعّال مع مختلف الشخصيات.
- التركيز على الهدف والانضباط والالتزام في تحقيقه.
- القدرة على التحكم في الذات والسيطرة عليها وكبح الأنا.
- المرونة والقدرة على حل الاختلافات وتقبلها ومواجهة المشكلات بهدوء.
اطلع على: مهارات رائد الأعمال الناجح
مراحل بناء فريق جماعي متكافئ
قد أشارت بعض الأبحاث إلى وجود بعض المراحل التحولية الأساسية التي على الفريق المرور بها كي يكونوا فريقًا ذا أداء عالٍ، وهي كما يلي:
- أولًا: مرحلة المجموعة العاملة
هي مرحلة أولية عبارة عن مجموعة من الأشخاص يقدمون إنجازات وإسهامات فردية لتحقيق هدف جماعي مشترك، وغير مطالب فيها بكثير من التنسيق أو التكامل بين فريق العمل.
- ثانيًا: مرحلة الفريق الزائف
هي تلك المرحلة التي تقرر فيها المجموعة العاملة بداية العمل كفريق واحد، وهي ما تبوء في بادئ الأمر لدى كثير من الحالات بتراجع الأداء العام .
وهو ما يكون عكس توقعاتهم، لكنه أمر طبيعي نظرًا إن أعضاء الفريق لم يعتادوا بعد العمل على أجواء العمل الجماعي ومفاتيح استغلاله على أتم وجه.
كما أيضًا لوجود العديد من الشخصيات المختلفة، ولكلٍ منهم طريقته في إنجاز العمل وفقًا لشخصيته فتنشأ الخلافات وسوء الفهم .
وهذا يكون نتيجة طبيعية، وهنا يظهر دور القائد واستغلال المهارات القيادية الحقيقية التي يمتلكها لتجاوز هذه المرحلة والانتقال بالفريق بنجاح إلى المرحلة التالية.
- ثالثًا: مرحلة الفريق المحتمل
هي المرحلة التي يصل إليها الفريق بعد فترة من العمل الجماعي، حيث يبدأ الفريق في الاتفاق معًا على الأهداف الأولية وأساليب التواصل والعمل.
كما ينشأ بينهم نوع من التفاهم والتواصل البنّاء والألفة، التي تقوم بدورها القدرات النفسية كالثقة والأمل في إحراز التقدم والنجاح، وبالتالي تحقيق مستوى عالٍ من الأداء ونجاح أكبر.
- رابعًا: مرحلة الفريق الحقيقي
من أهم المراحل المتقدمة التي يبدأ فيها ظهور نتائج فن العمل الجماعي، حيث يطور أفراد الفريق ثقافة خاصة بهم تعزز مباشرة عملهم كوحدة واحدة، وتخيل مستقبل أفضل ووضع خطط للوصول إلى طموح أعلى وتحفيز بعضهم البعض والتعلم من بعض.
كما تكون لديهم القدرة على حل الخلافات بينهم وتأدية وظائفهم بشكل داعم للشركة أو المؤسسة وتقويتها، مما يؤهلهم لاستغلال فرض جديدة لم تكن قيد التفكير أو الاهتمام من قبل، وهذا هي الدلالة الحية المباشرة على الفريق الحقيقي.
- خامسًا: الفريق المتميز
هي أعلى مرحلة يصل لها فريق العمل بناءً على الثقة المتبادلة بينهم والتواضع فيما بينهم، العمل المشترك والجماعي الجاد بينهم والتعلم، وهو ما يؤهلهم لترجمة نجاحاتهم وفشلهم إلى أدوات للتطور المستمر.
كما يحفز كل عضو في تطوير مهارات خاصة به تأخذ بالفريق إلى الأمام، علمًا بأن اجتماع كل هذا العوامل معًا تقود الفريق لتحقيق أهداف مميزة وكبيرة تجعله الفريق كلما مر عليه الوقت ازداد كفاءة وأحرز تقدمًا ملحوظًا.
اطلع على: ريادة الأعمال والاستثمار في فرنسا
كيف يقوى العمل الجماعي؟
- اكتساب المهارات المختلفة للتغلب على الصعوبات، والحفاظ على المبادرات وتنظيم أنفسهم.
- إدارة الموارد والحصول علها، ومعرفة مزايا العمل الجماعي وما النتائج التي تعود عليهم وعلى أهدافهم من خلاله.
- الشعور بالمسئولية الشخصية والجماعية والاجتماعية للحصول على نتائج أفضل.
- غرس الشعور بأن المنظمة هي جزءً من النمو الشخصي بمصاحبة الإنجازات الجماعية والفردية التي تستلزم اهتمامًا وإثباتًا من قبل عضو في الفريق.
- التشجيع والقبول والموافقة على الأفكار المقدمة من الفريق.
- دعم وتحفيز مشاركة الجميع وليس الأكثر شجاعة وجرأة وتحدث فقط.
- تنسيق خلافات الفريق وتوجيهها وتوفيق شخصياتهم وخلق لغة حوار فعّالة بينهم.
- تحديد أفكار أعضاء الفريق ذات الفاعلية الأكثر كفاءة وواقعية وتطبيقها والسعي في تحقيقها.
- تشجيع الجميع على التعبير عن آرائهم وعرض وجهات النظر المختلفة، وأسباب قبولهم واعتراضهم على بعض الأفكار، وأكثر ما يثير شكوكهم وخلق شعور قوي بالانتماء للفريق وإبراز ثمرته للمؤسسة.
